مقدمة:
هو الامام والمصلح والشيخ عبد الحميد بن محمد بن المصطفى بن المكي ابن باديس القسنطيني الجزائري، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ورائد النهضة الفكرية والاصلاحية في الجزائر.
ولد بقسنطينة سنة 1899 في بيت من أعرق البيوتات في قسنطينة ذات الشهرة بالعلم والجاه والفضل والثراء، يمتد نسبها إلى المعزّ بن باديس الصنهاجي. أتمّ عبد الحميد حفظ القرآن الكريم في السنة الثالثة عشر من عمره على يد الشيخ محمد المداس، وصلّى التراويح بالناس وأخذ مبادئ العربية ومبادئ الإسلام على يد شيخه حمدان لونيسي.
التحق عبد الحميد في سنة 1908 بجامع الزيتونة بتونس فأخذ عن علمائها وفي مقدمتهم العلامة محمد النخلي القيرواني والشيخ محمد الطاهر بن عاشور وآخرون أمثال البشير صفر وسعد العياض السطايفي ومحمد بن القاضي وغيرهم.
لقد كان لاطلاع عبد الحميد على العلوم الحديثة وعلى ما يجري في البلدان العربية والإسلامية من إصلاحات دينية وسياسية في مصر والشام وكان للمحيط العلمي والبيئة الاجتماعية والملازمات المستمرة لرجال العلم والإصلاح الأثر البالغ في تكوين شخصيته ومنهاجه في الحياة.