أطراف الجريمة المعلوماتية

لكل جريمة طرفين أساسيين هما الجاني و المجني عليه، و هو ما سيتم توضيحه من خلال ما يلي:

1- المجرم المعلوماتي (الفاعل الأصلي):

قد يكون شخص طبيعي أو شخص معنوي يتصف بكونه مجرم غير عادي ، و إنما مجرم

ذا مهارات تقنية و معرفة عالية بنظام الحاسوب و وسائل التكنولوجيا الحديثة الأخرى بعكس

المجرم التقليدي الذي يعتمد على القوة العضلية أكثر من الذكاء.

كما يتصف المجرم المعلوماتي بأنه يملك سلطة ما على النظام المعلوماتي المستهدف العبث

به تجعله مسيطرا و متحكما نوعا ما ، بحيث تكون هذه السلطة مباشرة مثل من يملك الشفرة

الخاصة بالدخول إلى النظام المعلوماتي الحاوي على المعلومات ، و قد تكون سلطة غير

مباشرة مثل من يملك التصريح بالدخول إلى غرفة الأنظمة المعلوماتية المتمثلة في

الحاسبات الآلية و أدواتها دون الحق في الولوج إلى نظام معلوماتي معين.

كما يتميز بأنه إنسان إجتماعي كثير الخطورة الإجرامية ، و هو الأمر الذي جعل البعض

يرى بأن صفة الذكاء لدى هذا المجرم المعلوماتي ماهي إلا القدرة على التكيف مع المجتمع.

كما ذهب البعض للقول بأن أغلب مجرمي المعلوماتية لا يشعرون بالمسئولية عن أفعالهم

الإجرامية ، فهم يعدونها مباحة و لا يستحقون العقاب عليها، فهي سلوكات مقبولة و شائعة

يقبل أغلب العاملين في المؤسسات على القيام بها سواء لتحقيق الربح الشخصي أو لمجرد

التسلية و تمضية الوقت أو بسبب المنافسة التي تدفعهم لإرتكاب هذه الجرائم كنوع من الإثارة.

و قد يكون المجرم المعلوماتي فاعلا أصليا أو شريكا في إرتكاب الجريمة ، فصفة الفاعل

الأصلي قد ترتبط بأحد العاملين أو المستخدمين في منشأة تدار بالنظام المعلوماتي بغض

النظر عن المستفيد من إرتكاب هذه الأعمال.

و بما أن الجريمة المعلوماتية تتطلب الدقة و التنفيذ للعمليات الغير مشروعة فإنه يستلزم

وجود مشاركة أو مساعدة أشخاص آخرين سواء كانوا فنيين أو مجرد وسطاء يساعدون في

حدوث و إنجاح العملية غير المشروعة.

-تصنيف مجرمي المعلوماتية :

يصنف مجرمي المعلوماتية إلى عدة طوائف هم المخترقون و المحترفون.

* الطائفة الأولى :

- المخترقون: و تضم:

/1الهاكرز: تتألف هذه الطائفة من مراهقين و شباب في حالة دراسة أو عاطل عن العمل تتراوح أعمارهم مابين 18و 35سنة بارعين في إستخدام الحاسب الآلي و برامجه ، يتصدون إجراءات أمن نظام الشبكات بدافع التصدي و إثبات الذات دون أن تتوفر لديهم أي دوافع حاقدة أو تخريبية.

الطائفة الثانية: المحترفون : هم أخطر طائفة من بين مجرمي الكمبيوتر و الإنترنت تتراوح

أعمارهم مابين 25و 40سنة ، تهدف إعتداءاتهم إلى تحقيق الكسب المادي لهم أو للجهات

التي كلفتهم لإرتكاب جرائم الحاسوب ، كما تهدف إلى تحقيق أغراض سياسية أو التعبير

عن موقف فكري أو نظري أو فلسفي .

و هم أفراد يتسمون بالتكتم فلا يتبادلون المعلومات بشأن أنشطتهم ، و يطورون معارفهم دون

الكشف عن طرقهم التقنية لإرتكاب جرائمهم

2- الـطرف الـثـانـي: الـمـجـنـي عـليه في الجريمة المعلوماتية

قد يكون شخص طبيعي أو معنوي و يسمى بالضحية المعلوماتية نسبة للمصطلح المعتمد

من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 40/34الصادر في . 1985/11/2

و بتزايد إستخدام الأشخاص الطبيعيين للنظام المعلوماتي و شبكاته فإنهم يكونون عرضة

لوقوع عدد كبير من الجرائم المعلوماتية عليهم و المتمثلة في النصب المعلوماتي و السرقة

المعلوماتية و الإتلاف المعلوماتي .

و غالبية هذه الجرائم تقع على الأشخاص المعنوية سواء كانت العامة المتمثلة في مؤسسات

الدولة و التي يتم إختراقها لأخذ معلوماتها و أسرارها و مشروعاتها ، أو الخاصة المتمثلة في

المؤسسات المالية كالمصارف و شركات التأمين و الإقتراض التي يخترق مركزها الحسابي و الإداري و المالي و إستثماراتها.

و قد يكون محل هذه الجرائم المعلوماتية الحصول على المعلومات التي تسهل للمجرم

المعلوماتي الحصول على الأموال عن طريق مقايضتها أو بيعها لغير أصحابها الشرعيين .

و غالبا ما يلجأ المجني عليه سواء كان أشخاص طبيعية أو معنوية إلى التكتم على ما

لحقهم من جريمة معلوماتية لسببين، الأول رغبة منهم في الحفاظ على مركزهم الإجتماعي و

سمعتهم التجارية و بالتالي عدم إظهار ضعف حماية أجهزتهم المؤدية إلى ضعف الثقة

بالمؤسسة و عزوف العملاء عنها.

أما السبب الثاني فيتمثل في عجزهم عن الإثبات المادي للجريمة و بالتالي تحملهم المسؤولية

في إفشاء المعلومات.