خصائص الجريمة المعلوماتية
تتميز الجرائم المعلوماتية بخصائص كثيرة أهمها أنها جرائم مستحدثة ومختلفة من حيث محلها ومخاطرها ووسائل ارتكابها والمشكلات الناتجة عنها، فهي تتميز بطبيعة خاصة تميزها عن الجريمة التقليدية، وأهم هذه الخصائص ما يلي:
• عالمية الانتشار (عابرة للدول):
يقصد بذلك أن هذا النوع من الجرائم لا يعتد بالحدود الجغرافية للدول، فمع انتشار شبكة الاتصالات بين مختلف دول العالم أصبح من الممكن ربط أعداد لا حصر لها من أجهزة الكمبيوتر عبر هذه الشبكة بكل سهولة، وعليه يمكن أن يكون الجاني في بلد والمجنى عليه في بلد آخر، وهكذا فالجرائم المعلوماتية تقع في أغلب الأحيان عبر حدود دولية كثيرة، ذلك أن قدرة تقنية المعلومات على اختصار المسافات وتعزيز الصلة بين مختلف أنحاء العالم انعكست على طبيعة الأعمال الإجرامية التي يعمد فيها المجرمون إلى استخدام هذه التقنيات في خرقهم للقانون.
• صعوبة الإثبات:
توصف الجرائم المعلوماتية بأنها جرائم ذات طبيعة متخفية ومستترة في أغلبها باعتبار أن الضحية لا يلاحظها رغم أنها قد تقع أثناء وجوده على الشبكة، ذلك أن الجاني في هذه الجريمة يتمتع بقدرات فنية تمكنه من تنفيذ جريمته بدقة كإرسال فيروسات أو سرقة الأموال والبيانات الخاصة أو إتلافها أو التجسس أو سرقة المكالمات وغيرها.
• صعوبة اكتشاف الجريمة المعلوماتية:
تتميز الجريمة المعلوماتية بصعوبة اكتشافها و اذا اكتشفت فان ذلك يكون بمحض الصدفة عادة، حيث يبدو من الواضح أن عدد الحالات التي تم فيها اكتشاف هذه الجرائم قليلة إذا ما قورنت بما يتم اكتشافه من الجرائم التقليدية، و يمكن رد الأسباب التي تقف وراء الصعوبة في اكتشاف الجريمة المعلوماتية إلى عدم ترك هذه الأخيرة لأي أثر خارجي بصورة مرئية.
• خصوصية مجرمي المعلوماتية:
المجرم الذي يقترف الجريمة المعلوماتية الذي يطلق عليه المجرم المعلوماتي يتسم بخصائص معينة تميزه عن المجرم الذي يقترف الجرائم التقليدية، فإذا كانت هذه الأخيرة لا أثر فيها للمستوى العلمي و المعرفي للمجرم في عملية ارتكابها فإن الأمر يختلف بالنسبة للجرائم المعلوماتية فهي جرائم فنية تقنية في الغالب، و من يرتكبها عادة يكون من ذوي الاختصاص في مجال تقنية المعلومات، و لديه معرفة في استخدام الحاسوب و التعامل مع شبكة الانترنت.