فرد وثقافة
حوصلة نهائية
يمثل الفرد أصغر الوحدات الاجتماعية في البناء الاجتماعي، غير أنه أكثرها تفاعلا داخله، حيث ينشئ الفرد علاقاته الأولية وبيئته الاجتماعية الصغيرة (الأسرة)، ثم بيئته الاجتماعية الكبيرة (المؤسسات الاجتماعية الأخرى في مجتمعه)، ليدخل في علاقات اجتماعية متنوعة والجماعات الاجتماعية المتعددة، لإشباع حاجاته المختلفة والمتزايدة، وذلك من خلال طباع شخصيته وخصائصها، التي يكتسبها بشكل رئيسي عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية، التي تكفلها مؤسسات التنشئة الاجتماعية، والتي تعد كل من الأسرة والمدرسة أهمها على الإطلاق. فبوساطة عملية التنشئة الاجتماعية، يكتسب الفرد الخصائص الثقافية والاجتماعية لمجتمعه، وبالتالي يكتسب خصائص شخصيته، وذلك من منطلق أن تكوين الشخصية إنما يخضع لعوامل بيولوجية ووراثية وكذلك اجتماعية وثقافية. وبالرغم من أهمية الثقافة في صقل وتعديل الشخصية وفق أنماط معينة، إلا أن للشخصية الملهمة أو الكاريزمية - بالمقابل- دور مهم وأساسي في بناء ثقافة مجتمعه أو حتى إعادة تشكيلها أو تعديلها، بمعنى أن بين الشخصية والثقافة تأثير وتفاعل متبادلين ودائمين، وخير مثال على ذلك شخصية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم