المحاضرة 07: مراحل المؤسسة العــمومية الاقتصادية :
أولا: أهمية العلاقات في المؤسسة
إن حياة الإنسان تتضمن تنظيمات مختلفة فهو يولد في تنظيم يطلق عليه اسم الأسرة وينتقل إلى تنظيم آخر يسمى بالمدرسة و المتوسطة و حتى الجامعة ثم ينتقل إلى تنظيم جديد هو المؤسسة التي يعمل بها و تسمى المؤسسة أيضا بالمنظمة .
إن هذه المنظمة هي وحدة اجتماعية هادفة لأن الفرد لا يستطيع العيش بمعزل عن غيره و يشكل انتماؤه للمنظمة ضرورة إنسانية تنبثق عن طبيعة السلوك الاجتماعي الإنساني حيث تعمل على ديمومة وجود الفرد في الجماعة و تعد ظاهرة انتشار المنظمات الرسمية والغير رسمية أهم سمات الحياة الإنسانية المعاصرة
إن ما ينطبق على المؤسسة عامة ينطبق على المؤسسة الجزائرية و بالخصوص المؤسسة العمومية الاقتصادية فقبل الحديث عن المراحل التي مرت بها هذه الأخيرة وتتبع مسارها التاريخي علينا الحديث عن أهم خصائص المؤسسة العمومية الاقتصادية عامة باعتبارها تحمل مجموعة من الخصائص و المقومات سواء كانت في بلد متقدم صناعيا أو في بلد في طريق التنمية طبقا للظروف و المحيط السائدان حيث نجد أن لكل مؤسسة صفات ذاتية يمكن الاستعانة بها للتعرف على مكانتها،حالتها،نقاط قوتها،ضعفها و هذه الصفات و الخصائص هي التي تمكنها أو لا تمكنها من التطور أو الاندثار .
إن المؤسسات الاقتصادية المختلفة التي نراها في الواقع اليوم لم تظهر في أشكالها الحالية من أول مرة بل كان ذلك نسخة لعدة مراحل و تغيرات و تطورات متواصلة ومتوازية مع التطورات التي شهدتها النظم الاقتصادية و الاجتماعية و الحضارات الثرية منذ أن تمكن الإنسان من الاستقرار .
![]() |


التكامل الــقوة
Collaboration Forcing
التوفيـــق
Compromising
الـكيف التـجنب
Accommodating Avoiding
![]() |
روح التعاون
محاولة إشباع احتياجات
الطرف الأخر
الشكل رقم 09 : أهمية العلاقــات
* القوة: إشباع رغبات الفرد على حساب الآخرين، وذلك باستخدام:
- السلطة الرسمية .
- التهديد الجسدي .
- المناورات .
- التجاهل .
* التكيف: لإشباع رغبات الطرف الآخر على حساب أهداف الفرد:
- أساليب التقييم الشخصي على حساب الموضوعية .
- الصداقة على حساب العمل .
- النتائج السريعة على حساب الرؤية الإستراتيجية .
- النشاط على حساب الرؤية الإستراتيجية .
- النشاط على حساب النتائج .
* التجنب: إهمال أهداف الطرفين بإلقاء المشكلة بسبب النزاع جانبا بسبب عدم قوة العلاقة بين الطرفين.
* التوفيق: محاولة الحصول على موافقة و إرضاء جزئي لطرفي النزاع حيث يقبل كل منهما التنازل عن بعض مطالبه في مقابل التوصل إلى صيغة جديدة.
- يفضل كثير من المديرين إتباع هذا الأسلوب :
* التعاون/ التكامل: محاولة كاملة لتحقيق أهداف الطرفين بانتهاج أسلوب حل المشكلات.
- يهتم بالفرصة .
- يركز على العدالة و الموضوعية .
- تهدف إلى تحقيق مكاسب الفرد و المنظمة .
- يلاءم بيئة العمل المنفتحة
ثانيا : المراحل الأساسية
المرحلة الأولى : مرحلة إنشاء المؤسسة للهوية الاقتصادية :
باعتبار أن هذه الأخيرة تمثل مجموعة من الخلايا بالمعنى البيولوجي أما المعنى الاقتصادي فإن المؤسسة هي إحدى العناصر الأكثر ضرورة لبناء الأنظمة الإنتاجية وبالتالي فإنها تحاول البحث عن التوازن الصعب بين الدولة و الأسواق
من خلال هذه الفكرة نجد أن المؤسسة العمومية التي تعمل في المجال الاقتصادي تبحث دائما على الاهتمام لعنصر العلاقات الداخلية و حتى الخارجية أي بينها و بين الدولة وبينها و بين الأسواق المسوقة لمنتجاتها.
إن هذه المرحلة تكون فيها المؤسسة في حالة من الهشاشة في علاقاتها الداخلية وتنظيمها و انسجامها و التي توجد بين الأشخاص فيما بينهم، أو المنظمات ضمن العلاقات و هي تؤثر في السلوك و الاتجاهات و بالتالي قوتها وضعفها(.
في هذه المرحلة و نظرا لارتباطها الشديد بالدولة ، فهذه الأخيرة تعين أعضاء منها في إدارة المؤسسة فالعلاقات من الطرفين في هذه الحالة تنطلق في مستوى جيد من التعاون،و عادة ما يكون المديرون هم المحفزون على إنشاء المؤسسة .
إن الحديث عن العلاقات الداخلية في هذه المرحلة تقودنا إلى بداية الاهتمام بالتوجه الإستراتيجي حيث إن المؤسسة تحاول تبني إستراتيجية الانطلاق و تحاول تشخيص مبدئي لجوانب القوة و تحديد مناطق الضعف.
من هنا تبدأ عملية تحديد و تخصيص الموارد المتاحة خاصة البشرية من خلال تحديد مناطق القوة بالمنظمة فإن القيمة أو الدلالة الإستراتيجية لجميع جوانب القوة في المنظمة تتحقق إذا:
- حققت أو ساهمت في تحقيق مزايا تنافسية للمنظمة أي عندما تتمكن المنظمة بواسطتها من تقديم شيء للسوق لا يستطيع المنافسون تقديمه كليا أو جزئيا.
- توضح مجالات التمييز في أداء المنظمة
في هذه المرحلة لا تجد المؤسسة أي مشكلة في تحديد توجهاتها الإستراتيجية ما دامت هي نفس توجهات الإدارة المنسجمة معها.
2 ) المرحلة الثانية : تحقيق شخصية وأهداف المؤسسة :
مع مرور الوقت و كبر المؤسسة العمومية، تعمل ثلاث عوامل على دفعها في حضن الدولة :
2-1 ) تحقيق الأهداف الأولية للمؤسسة و المتمثلة في توفير السلع و الخدمات التي نشأت من أجلها المؤسسة .
2-2 ) تبدأ المؤسسة في الوعي لبناء لشخصيتها وتحديد أعمالها،تصبح شيئا فشيئا الشغل الأكبر لمسيرها و تتطلب منه إجراءات أو علاقات سريعة،وهذا يترك له وقتا قليلا للاحتفاظ بالعلاقات المباشرة من خلال الاهتمام بالعلاقات العامة الداخلية والخارجية.
2-3 ) تتقلص العلاقة بين المؤسسة و السياسيين و بتدخل عوامل طارئة على المؤسسة لا يمكن لهذه الأخيرة أن تحقق أهدافها التي تستدعي استقرارها و بالتالي الانغلاق على نفسها .
و في نهاية هذه المرحلة تحاول المؤسسة تبني إستراتيجية الاعتماد على النفس في ظل نظام منغلق تعطى فيه الأهمية إلى المسيرين الذين سوف يحددون الرؤية و الوجهة الخاصة بمؤسستهم،و تظهر وظيفة المدير في هذه المرحلة أساسا واحدة سواء كان ذلك على مستوى الإدارة العليا أو على مستوى الإدارة المشرفة أو على مستوى التنفيذ.
ففي أي مركز و حيثما يكون المدير مسؤولا عن نتائج الأعمال التي يتعاون مرؤوسوه في القيام بها فإنه لا يستطيع أن يحقق هذه الأهداف المنشودة إلا عن طريق الوعي بالتنسيق بين جهود أفراد المجموعة يرأسها أو يشرف على إدارتها
من هنا يرتبط مفهوم مدير المؤسسة مباشرة باستقلال مؤسسته عن الإدارة واتجاهها إلى الاهتمام أكثر بالجوانب الإستراتيجية.
3 ) المرحلة الثالثة : الانفصال التام في العلاقات
في المرحلة الأخيرة يتم الانفصال التام و انقطاع في العلاقات بين الدولة و المؤسسة أو هي تطور لهذه العلاقات نحو الاستقلالية أكثر و تصبح المؤسسة العمومية لها شخصيتها المنفصلة عن شخصية الدولة و يصبح هدفها مخالف تماما لهدف الدولة والإدارة.
فالمؤسسة العمومية الاقتصادية تحاول في هذه المرحلة تحقيق أهداف و سياسات لها تأثير على الجانب الاجتماعي كمحاربة البطالة و أهداف لها تأثير على السوق أساسا كتنويع الإنتاج و نمو اقتصادي في المدى الطويل بحسب الهيكلة الاقتصادية (منافسة داخلية وخارجية)