يعتبر هذا المقياس من المقاييس الأساسية و المهمة لتخصص علم النفس على إختلاف فروعه، حيث يستمد أهميته من خلال ربطه بين علم النفس الذي يعرف على أنه علم دراسة السلوك، و بين الجانب المعرفي أو المعرفة التي تعبر عن مجموع الخبرات و المهارات المكتسبة من خلال مجمل التجارب و مواقف التعلم التي يمر بها و التي يصل من خلالها إلى الإدراك، الوعي و فهم الحقائق المرتبطة بموضوع تلك المعرفة. و بالتالي فعلم النفس المعرفي يحاول الإجابة على السؤال التالي: كيف تحدث سيرورة التعلم أو إكتساب المعرفة؟ و ماهي العمليات العقلية العليا غير المباشرة التي تقف وراء ظهور السلوك الإنساني؟ أي أن علم النفس المعرفي يحاول من خلال مختلف أبحاثه و مواضيعه أن يظفر بقوانين و مبادئ عامة في موضوعات التعلم، الإدراك، التذكر، التفكير و غيرهم بل يحاول كذلك وصف مختلف أشكال السلوك ثم يبحث عن الشروط و العوامل التي لا يتم هذا السلوك دونها، أي عما يقوم وراء هذا السلوك من عمليات عقلية معقدة.